دقت السلطات الصحية الأوروبية ناقوس الخطر بعد رصد فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في ألمانيا، بولندا، وإسبانيا، خلال الخريف الجاري.
ورغم عدم تسجيل أي إصابات فعلية بالمرض في هذه الدول إلا أن اكتشاف الفيروس في مدن مثل وارسو، برشلونة، ميونيخ، بون، كولونيا، وهامبورغ أثار قلق الخبراء، الذين طالبوا بتعزيز برامج التطعيم ومراقبة انتشار الأمراض.
أمر يجب التعامل معه بجدية
تم إعلان أوروبا خالية من شلل الأطفال منذ عام 2002، إلا أن وجود المرض المصابين بالفيروس في بلدان أخرى يشكل خطراً مستمراً بانتقال العدوى إلى القارة وانتشارها بين الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح.
ويصيب المرض بشكل رئيسي الأطفال دون سن الخامسة، حيث لا تظهر أعراض على معظم المصابين، لكن في الحالات الشديدة قد يهاجم الفيروس الجهاز العصبي مسبباً الشلل خلال ساعات. وتقدر المنظمة أن حالة واحدة من كل 200 حالة تؤدي إلى شلل دائم، غالباً في الساقين.
وأوضح أوليفر روزنباور، المتحدث باسم مبادرة القضاء على شلل الأطفال في منظمة الصحة العالمية، في حديثه مع “يورونيوز هيلث”، أن “أي رصد لفيروس شلل الأطفال في منطقة كانت خالية منه سابقاً يعد أمراً استثنائياً ويجب التعامل معه بجدية”.
مستويات تطعيم متفاوتة
وحذرت السلطات الصحية في بولندا من ضرورة تحصين الأطفال، وتقوم بتحديث مخزونها من لقاحات شلل الأطفال، بينما تقدم وزارة الصحة الألمانية اختبارات مجانية للعيادات الطبية لفحص الإصابات البشرية.
وفي بولندا، بلغت نسبة الأطفال الذين تلقوا تطعيم شلل الأطفال في عامهم الأول 85% فقط العام الماضي، وهي النسبة الأدنى تقريبًا بين دول أوروبا، وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية.
وفي المقابل، سجلت إسبانيا وألمانيا معدلات أعلى، حيث وصلت نسبة التطعيم إلى 93% و91% على التوالي، مما يعكس تفاوتًا في مستويات الحماية بين الدول الأوروبية.